عيد ميلاد في سرداب | قصّة

 

نزل الصاروخ على المنزل المكوّن من طابقين في منطقة خزاعة فحوّله إلى كومة من ذكريات ودم، وكانت الأنباء متضاربة، فثمّة إذاعات أقرّت بموت جميع مَنْ في المنزل، بمن فيهم عبد الله وشَمسة، بينما قالت إذاعات قالت إنّ الأسرة لم تكن داخل البيت في لحظات القصف، وتقاسم الجيران أيضًا الرأي، فمنهم مَنْ قال إنّه رآهم يخرجون من البيت قبيل القصف بدقائق، ومنهم من أكّد رواية الصحافة الأولى وأقرّ بموتهم أجمعين. لكن أين ذهبت جثتي شمسة (المقعدة) وزوجها عبد الله؟ ظلّ هذا السؤال مطروحًا لأسبوع كامل حيث استطاعت فرق الإنقاذ أن تُخْرج جثث صلاح وأبنائه حازم ونعمة وزوجته فاطمة من تحت الركام ومن فوق التلال والبيّارات المجاورة للمنزل. وظلّت جثّتي عبد الله وشمسة مغمورتين في مكان ما. رغم اختلاف الآراء والرواة حول العائلة، إلّا أنّ الجميع اتّفقوا –الإذاعات والجيران والشوارع - أنّهم شاهدوا صلاح وهو يدخل البيت وفي يده قالب من الكيك وزجاجة كوكا كولا قبل ساعة واحدة من إبادة الصاروخ لذاكرة المنزل.

 

***

 

قبل شهر من تحوّل المنزل إلى شبح راقد، كانت الأسرة تعيش باطمئنان عصفور في عشّه، كانت السماء تلقي على عبد الله وشمسة وابنهم صلاح وزوجته فاطمة وحفيدهم حازم، يقينًا مطلقًا بأنّ هذه الحياة ربّما تستحقّ أن تعاش. كان يمكن لأيّ عابر طريق أن يَسْمَعَ صوت تلفاز أبو صلاح ’عبد الله‘ وهو يغنّي مرّة تواشيح ومرّة قدودًا حلبيّة ومرّات كثيرة صوت أمّ كلثوم ومباريات «النادي الأهلي».

لو ذهب السامع لمخاطرة محمودة ونظر من النافذة المطلّة على الشارع لرأى العائلة تتحلّق حول التلفاز وتبدو مثل ضمّة ورد مقدّمة إلى آنسة. يتوسّط أبو صلاح الأريكة المقابلة للتلفاز، وعلى يمينه ابنه الأكبر والأوحد، وعلى يساره زوجته، وأمامه مباشرة حفيده ماسكًا في يده لعبة المكعّبات. ثمّ لرآهم وهم يتحلّقون حول سفرة الطعام الّتي تحمل ما لذّ وطاب في أوّل أيّام الشهر، وبالقليل في أواخره. ولسمع النكات الّتي يلقيها أبو صلاح على آذان حفيده الّذي اعتاد على أخذه معه في كلّ المشاوير المهمّة وغير المهمّة. يلقي أبو صلاح النكتة ليضحك حازم، ورغم أنّ نكات جدّه كانت مكرّرة، لكنّه وبذكاء طفل في العاشرةِ، كان يلتقطها. ويضحك على يأس جدّه أو حبًّا له.

كان مراعاة لمشيته المتعرّجة، والّتي تليق تمامًا بعجوز يدقّ باب الخامسة والسبعين، يرافقه إلى تلّة رمليّة على الحدود، حيث يجلس الجدّ دقائق طويلة وهو ينظر وتتحوّل ملامحه إلى ملامح خروف يرى سكّينه أو طعامه، كان يمكن لحازم لو كان أكير عمرًا أو أكثر خبرةً في الحياة، أن يسمع صوت صراخ طفل في صدر جدّه. كان عبد الله يصمت لفترة طويلة أمام مشهد أرضه الّتي تبعد عنه ليس أكثر من خمسة كيلومترات، ثمّ ينفجر نبع الكلمات من فمه محدّثًا حفيده عن البيت الطينيّ والأرض الّتي كانت 200 دونمًا، والحاكورة وبئر المياه الّذي يجاور البيت من الجهة الشماليّة، وجلسات المساء على صوت الربابة الّتي لم يعد يعزفها منذ زمن، وذكريات كثيرة أخرى لا يسعه العمر لسردها. كان دومًا ما يختم حديثه بجملة معهودة: "كنت صغيرًا يا جدّي، قدّك". في آخر مرّة غيّر جملته لاقتراب حازم من الحادية عشرة فقال: "أصغر منك بسنة".

 

***

 

قبل أسبوعين من طيران نعمة إلى البيّارة المجاورة، استيقظ صلاح في السابعة تمامًا، ضرب أحلامه بيديه فغادرته، نهض من سريره متّجهًا إلى المرحاض وكان وجهه أحمرًا وقد علّمت الوسادة على خدّه الأيسر، وتحوّلت عينيه الواسعتين إلى مضيق بوسع خرم إبرة. ثمّ اتّجه إلى المطبخ وأعدّ فنجاني قهوة، ولم تمض دقائق حتّى كانت فاطمة قد نهضت من السرير وجلست على كرسيّ في الصالون. عندما لاحظ صلاح تعب زوجته من الحمل، قال ممازحًا: "أنا أعرف بأنّك رجل، شدّي حيلك". فضحكتْ ولكزته بيدها وأتبعتْ ذلك بقول قطعه تعب حملها: "لو أنّك تحمل مثلي، لعرفت بأنّ الرجال لا يستطيعون تحمّل الحمل".

- هذا غير صحيح، الرجال يتحمّلون ما هو أصعب.

- لا أصعب من الحمل والولادة، ولكن كيف يقتنع السجّان بقهر السجين إن لم يقض سنينًا في العزل الانفراديّ؟

ضحك صلاح، وقال: "حسنًا، في المرّة القادمة سوف أحمل عنك لأجرّب". فبان ثغر المرأة الّتي تَضَخَّم أنفها من أثر الحمل، حتّى أنّ بهجة ابتسامتها الّتي لطالما تناسقت مع شعرها المترامي على كتفها لم تعد كما كانت. قالت: "المهمّ، لماذا صنعت لي فنجان قهوة وأنت تعرف أنّني لا أشربها؟ كلّ يوم تفعل الشيء نفسه منذ سنوات طويلة، ألم تَمِلّ؟".

- أنا لا أملّ، المهمّ أن أشعر أنّك معي. هذا الفنجان الثاني يجعلني أشعر أنّك موجودة... إنّه إثبات وجود.

- حسنًا، رغم أنّني أستخسر القهوة الّتي أضطرّ في النهاية إلى رميها.

- ارميها، لكن المهمّ أنّني لَن أصنع فنجانًا لي وحدي، وأنت عندما تلدين وتستعيدين صحّتك، لن أجعلك تصنعين فنجانًا واحدًا، سوف نحافظ على العهد.

اقتربت الولادة، اليوم أدخل في الشهر التاسع... يبدو أنّ نعمة سيكون ميلادها في نفس شهر ميلاد حازم، ومَنْ يدري... ربّما يكون في ذات اليوم.

- أتمنّى أن تقومي بالسلامة، صحيح، متى ميلاد حازم بالضبط؟

- في منتصف الشهر تقريبًا... بعد خمسة عشر يومًا بالتحديد.

- على خير... اليوم سوف أقبض راتبي، ذكّريني بعيد ميلاده عند نزول الراتب حتّى أعمل حسابي.

فردّت فاطمة قائلة: إن شاء الله

ثمّ نهض عن كرسيّه متّجهًا إلى مصلحة المياه.

 

***

 

قبل أسبوع من سقوط رأس حازم على تلّة جدّه، قالت شمسة: "بـ بـ بدّي أقـ.. عـ.. أقعــ د فـ ي الـحو ووش". فقد أصرّت بصوتها المتكسّر على الخروج إلى حوش البيت، فنادى عبد الله على صلاح طالبًا منه جرّ أمّه بكرسيّها المتحرّك إلى الخارج. لم تمض دقائق قليلة حتّى كان في الحوش شمسين؛ شمس في السماء وشمس مقعدة.

نظرت شمسة إلى ساحة المنزل فتذكّرت الخليل بساحاتها وشوارعها، ورأت طفلة تذهب مع أمّها إلى الحرم الإبراهيميّ آخر الأسبوع، ورأتها وهي تركض في حاكورة البيت وتقطف البرتقال من شجر والدها، ورأت الفرن الّذي عُلِّمَت بجواره كيف تكون امرأة.

ثمّ رأت الطفلة تكبر إلى أن وصلت الثامنة عشرة ودقّ الباب عبد الله، أوّل خاطب لها وآخرهم. يوم رأته أوّل مرة فرّت هاربةً إلى الداخل بخجل غزالة، ونظرت في المرآة فكانت امرأة وكان زواج على وشك التمام. كان يمكن لعبد الله أن يسمع شهقتها الّتي كانت واضحةً تمامًا في تلك اللحظة، ورأت فرح أخيها لزواج أخته من صديقه الّذي قضى معه سنوات من العمل داخل ’الخطّ الأخضر‘.

ثمّ رأت فرح حماتها بزواج ابنها البكر في أزقّة المخيّم قبل أن يهرب إلى خزاعة متحجّجًا بضيق بالبيت وبالضجيج، وارتسمت على وجهها نصف ابتسامة، بينما النصف الآخر أخذته الجلطة الدماغيّة. عاد مشهد العرس متمثّلًا أمامها وجملة جارتهم الّتي قالت: "إنّها المرّة الأولى الّتي أرى عرسين لعروس واحدة!". كانت قد أُجْبِرَت على عرسين... واحد في الخليل وآخر في أزقّة مخيّم خانيونس لعدم إمكانيّة حضور جميع أفراد العائلة في عرس واحد.

لم ينتبه عبد الله لدمعاتها الّتي نزلت على وجه متعرّج، كانت من عادتها أن تبكي كلّما رأت الحوش وشمّت الهواء الّذي يمكن شمّه من الخليل الّتي لا تبتعد مسافة نصف ساعة عنها. لكنّ عشرات السنين تقف حائلًا بينها وبين أهلها بعد رفضها تصريح عبور لأنّ ابنها الثاني استشهد في حرب 2008 بعدما قصفت الطائرات مراكز الشرطة.

ثمّ قفز أمامها حازم حفيدها وهو يلعب فرأت الأمل في تقليص المسافة.

 

***

 

قبل يوم من المجزرة، جلس صلاح أمام التلفاز وكان يشاهد التوتّر الّذي تخرجه سماعتيه، وفكّر في حالهم إذا أتت الحرب كما تقول الأخبار، وربّما فكّر في العودة لبيت جدّه الصغير في المخيّم، لكنّه تراجع كون أعمامه الثلاثة يعيشون في البيت نفسه حيث لم يستطيعوا بناء بيوت جديدة. ثمّ لام أبيه قائلًا: "الله يسامحك يا أبو صلاح، ضاقت الدنيا عليك ولم تجد مكانًا تسكنه إلّا على الحدود!". ثمّ لام نفسه وتذكّر أنّ بشاعة الاحتلال هي الّتي تجعله يلوم على القتيل ويترك القاتل. ثمّ فكّر في السرداب في أسفل البيت، وقال إنّه خيار جيّد لاتّقاء القصف، فنهض مقرّرًا الحديث مع والده ووالدته فقال:

سوف أُنْزِلُ أمّي إلى السِرداب؛ فالأجواء متوتّرة ومن الممكن أن يكون هناك حرب، وربّما يكون هناك اجتياح برّي، لذلك سوف أُنْزِلها من الآن.

اعترض أبو صلاح في البداية، لكنّه لجَمَ اعتراضه واتّكأ على عجزه فوافق، وتابع قائلًا": وزوجتك وأولادك؟"

- سوف أُنزلهم سريعًا عند حدوث أيّ مكروه لا سمح الله.

- خير إن شاء الله.

حمل صلاح أمّه إلى الأسفل بعدما رتّب الغرفة ومسح غبارها، ولحقه والده الّذي كان قد أعدّ غرفة في أسفل المنزل لم يعلم عنها سوى أهل بيته. كان يرى أنّها خير وسيلة إذا حدث اجتياح في يوم ما، وقد اختبأت فيها العائلة في كلّ الحروب والتصعيدات السابقة. وأتبع كلامه لوالده: "غدًا عيد ميلاد حازم، سوف نقيم له عيد الميلاد في السرداب، لكن ربّما فاطمة لن تستطيع أن تنزل الدرج لأنّها ما زالت متعبة".

فقال والده: "الله يعينها، ولادتها كانت صعبة، حمدًا لله على سلامتها".

- الله يسلمك يابا.

ثمّ استأذن صلاح بعدما قبّل يد أمه متّجهًا إلى تلفازه ثانيةً.

 

***

 

في اليوم الّذي أصبحت فيه العائلة حديث الإذاعات، غطّ صلاح في نومه، ورغم أنّ الأجواء كانت متوتّرة إلّا أنّ ابتعاد القصف عن المنزل جعله يؤجّل النزول إلى السرداب للمساء. استيقظ بعد الظهر، فقام بعادة الفنجانين ثمّ خرج متّجهًا إلى محلّ الحلويّات الّذي اعتاد على الشراء منه: ضبّان. فاستقلّ سيّارة ونزل إلى خانيونس البلد  - منتصف شارع جلال تحديدًا. واشترى بعدها زجاجة كوكا كولا من دكّان مجاورة، ولم تمضِ نصف ساعة إلّا ورآه الجيران وهو يدخل من باب المنزل ويحمل في يديه قطعة كيك كبيرة وزجاجة كوكا كولا.

 

***

 

استفاق أبو صلاح من ضربة قويّة أصابت رأسه، ووجد نفسه وزوجته محشورين في غرفة مساحتها خمسة أمتار، ولم يعِ ما حدث إلّا حين سمع أنين زوجته المحشورة في مكان ما بجواره، تلفّت يمينًا ويسارًا فلم يرَ غير الظلام. ثمّ حاول النّهوض مرّتين وفشل، وفي الثالثة كان يتحسّس المكان حتّى وصل إليها بصعوبة. حاول أن يسندها لتجلس على كرسيّها ولم يستطع، فوقعا على الأرض المغبّرة والممتلئة بالشظايا.

كان بحاجة ماسّة لأن ينكر ما يجري، وكاد أن يقنع نفسه بأنّه حلم مزعج لا محالة غير أنّ أصوات الإسعافات القادمة من فوق حسمت المسألة. رفض الحقيقة، وأمسكَ عكّازه وضرب بها الحائط، ثمّ ضرب ثانية فانكسر العكّاز لنصفين، ولم يلجمه إلّا رؤية دم كثيف يسيل من جبينه. فتكوّر في زاوية الغرفة خائفًا ومصغيًا لدموع زوجته.

بعد نصف ساعة من محاولة شمسة للحديث نطقت كلمة واحدة: "صلاح".

فبكى عبد الله مثلما يبكي المقهورين. فجأة انفجر فمه بالكلمات:

"خَلَص يا شمسة! مات صلاح وذريّته! حتّى نعمة الّتي لم تَعِش عشرة أيّام، ماتت!". تقدّم لحظتها إلى شمسة زاحفًا وأمسك بيديها وأكمل: "لا تقولي إنّهم ماتوا، لا تنطقي يا شمسة، هذه المرّة الأولى الّتي أتمنّى سكوتك فيها". ثمّ نظر إلى أعلى، وصرخ قائلًا: "يا أيّها الناس، نحن هنا، في الأسفل، احفروا، أخرجوني، أريد أن أرى ذرّيتي للمرّة الأخيرة...". رجع إلى شمسة، أمسك يديها مرّة أخرى وصرخ صرخة أقوى من الّتي سبقتها: "لماذا ماتوا! لماذا لم يتركني الله أفرح بِهم ولو ليوم واحد إضافيّ، لماذا خلقنا الله يا شمسة، لنموت ألف مرّة ونحن على قيد الحياة؟ أنا متّ ألف مرة، ولم أمت حتّى الآن يا شمسة". اغرورقت عيناه ثانية وسال الدم من أعلى جبينه فاختلط الدمع بالبكاء، وأكمل: "قبل ستّة وستين سنة تهجّرت من قريتي وأنا لم أكمل العاشرة، وقُلت حكمة الله، ثمّ عشت نصف حياتي في خيمة، وقلت حكمة الله، وصبرت، ثمّ أكرمني بالمال وبك فشكرته، ولمّا ضاقت الدنيا مرّة أخرى وتحوّلت إلى عاطل عن العمل بعد الانتفاضة، قلت حكمة الله، يعطي متى يشاء وكيف يشاء. وعندما استشهد جهاد، شعرت بأنّ قلبي انشقّت إلى نصفين، شُلِلْتِ أنتِ من حزنك عليه وأنتِ لم تكملي الخمسين، وصبرت، والله صبرت ولم أعترض. لكنّني الآن سأعترض، لماذا يا شمسة صلاح وأولاده وزوجته، لماذا أخذهم الله وهو يعرف أنّهم آخر ما تبقى لنا؟!".

تحوّلت شمسة إلى تمثال يبكي، لم تبدِ أيّ حركة، حتّى إنّ دموعها لم تنزل. كانت في عداد المتوفّين بعد انفطار المتبقّي من قلبها. ازداد صوت الإسعافات فوقهم فصرخ عبد الله وهو ينظر إلى الأعلى:

"أريد أن أراهم للمرّة الأخيرة يا الله، لآخر مرّة. لم يسمعه أحد، وبعدها بقليل حطّ الهدوء على رأس الركام، ولم تسمع أصوت إسعافات أو جلبة".

 

***

 

بعد ثلاثة أيّام من الصمت داخل الحفرة الّتي علق فيها عبد الله وزوجته، كانت كيكة الميلاد جاهزة للأكل، فبعد أن عجز عبد الله عن الصبر والإضراب، بدأ يزحف في أرجاء السرداب باحثًا عن كيكة حازم. بعد بحث مضن وجدها هي وزجاجة الكوكا كولا، وعندما أمسك عبد الله الزجاجة بين يديه، ارتعش، وخاف من فتحها، وظلّت عالقة في يديه قرابة النصف ساعة، لكنّه بعدها بقليل وجد نفسه يطعم شمسة قطعة كيك ويشربها كولا، ثمّ أتى دوره فشرب القليل ولم يأكل ونظر إلى مكان الكيكة الّتي تحسّسها بيديه وراح يغنّي: هابي بيرث داي تو يو، هابي بيرث دي حازم، هابي بيرث دي يا جدّي.

 

***

 

بعد أسبوع من الكارثة: كان أبو صلاح يجلس في غرفته في مخيّم خانيونس، كان يمكن أن يرى أمامه فنجاني قهوة ممتلئين، بينما على الطرف الآخر زوجته وقد جعلتها الحادثة تمثالًا حقيقيًّا. كان المذيع في التلفاز المفتوح أمامهما يعرض تقريرًا عن طفل صغير كان يلعب فوق ركام منزل مقصوف وكان سببًا في إنقاذ مواطنين اثنين بعدما قصف منزلهم وماتت ذريّتهم أجمعين.

 


 

عامر المصري

 

 

 

كاتب وقاصّ وُلِدَ عام 1995 في مدينة خانيونس. صَدَرَت له مجموعتين قصصيّتين عن «مكتبة سمير منصور» بعنوان: «ثلاثة يحاصرونني» (2018) و«حافر القبر القادم» (2019)، وصدرت له رواية بعنوان: «ممحاة سيّدي أزرق» (2019).